الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010 - 11:22
غلاف رواية القصر غلاف رواية القصر
كتب وجدى الكومى
أعاد المركز القومى للترجمة نشر الترجمة العربية لرواية "القصر" للروائى الألمانى الشهير فرانز كافكا، التى قام بترجمتها الدكتور مصطفى ماهر أستاذ اللغة الألمانية بجامعة عين شمس، وذلك عن سلسلة ميراث الترجمة التى تهتم بإعادة نشر الترجمات المتميزة.
وكانت الطبعة الأولى من هذه الترجمة قد صدرت فى العام 1971 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وفرانز كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) كاتب تشيكى يهودى، كتب بالألمانية، وهو رائد الكتابة الكابوسية، يعد أحد أفضل أدباء الألمانية فى فن الرواية والقصة القصيرة.
تعلم كافكا الكيمياء والحقوق والأدب فى الجامعة الألمانية فى براغ (1901)، ولد لعائلة يهودية متحررة، وخلال حياته تقرب من اليهودية، تعلم العبرية لدى معلمة خصوصية، عمل موظفاً فى شركة تأمين حوادث العمل، أمضى وقت فراغه فى الكتابة الأدبية التى رأى بها هدف وجوهر حياته، القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، معظمها - يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التى لم ينهها- نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذى لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته، وتتضمن الطبعة التى أصدرها المركز القومى للترجمة من رواية "القصر" مقدمة قصيرة حول كافكا وأعماله وموقعها فى الأدب العالمى المعاصر كما يفرد المترجم بضع صفحات لتناول رواية "القصر" فى سياق مجمل أعمال كافكا التى نشرت غالبيتها بعد وفاته.
ويشير ماهر إلى أن "القصر" ظهرت لأول مرة فى العام 1926 وتوالت طبعاتها وأضيفت لها مع كل طبعة فقرات جديدة لم تكن معروفة من قبل وحسب المترجم فلا تزال الشكوك قائمة حول الصورة التى ينبغى أن تكون عليها الرواية وأن كان من المستبعد أن يكون النص قد ناله التحريف.
والمعروف أن هذه الرواية كتبت بين عامى 1921 و1922 وقد كتبها كافكا فى مرحلة وصل فى تأملاته الذاتية إلى أنه أفسد حياته وأضنى بدنه ولم يصل إلى شىء حسبما سجل فى يومياته، والشائع أن الرواية فيها الكثير من تفاصيل عاشها كافكا فى حياته.
ويكشف مصطفى ماهر فى المقدمة الكثير من الجدل الذى دار بين نقاد العالم بشأن رواية "القصر"، فهناك من ذهب إلى انها عمل فنى لا يقصد إلى شىء آخر سوى الفن، ولهذا لا محل فيها للأفكار الفلسفية وفيها ابتكر كافكا الأسلوب الذى يحول الأحلام إلى كلام ومن الأفضل للقارئ أن يفهمها باعتبارها جملة من الأحلام لكن هناك من النقاد من اعتبر أن الرواية شأن بقية أعمال صاحبها تبين حدود التفكير الإنسانى، بينما اهتم آخرون بإبراز عناصر النقد الاجتماعى فى الرواية من خلال تحليل نموذج البطل "ك" داخل الرواية ويرى مصطفى ماهر أن "ك" رمز اتخذه كافكا ليعبر عن مقومات الحياة وأن كان يعتقد ان النص الروائى ذاته قابل لتأويلات أخرى، مصدرها تعقد عالم كافكا ذاته والتى رفض كافكا أن يحدد فيها طرق النجاة وآثر دائما أن يلقى الأسئلة بدلاً من تقديم إجابات.
والمعروف أن أعمال معظم كافكا ترجمت إلى العربية وأبرزها "المحاكمة/ مستوطنة العقاب/ طبيب قروى وقصص أخرى"، وكانت كتابات كافكا قد تعرضت للحرق على يد النظام النازى إبان حكم هتلر، وتعرضت مؤلفاته إجمالاً لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية فى القرن الماضى، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=275088&SecID=94